الجنيه الإسترليني/الدولار: تماسك تحت مقاومة محورية

276
شهد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) تراجعًا في الزخم منذ أن لامس أعلى مستوياته في أكتوبر 2024، حيث ظل يتحرك في نطاق ضيق وثابت. اللافت في هذا السلوك السعري ليس فقط فشل السعر في تجاوز المقاومة، بل تمسّكه بالبقاء عند مستويات مرتفعة دون تسجيل تراجعات ملحوظة. في كل مرة يقترب فيها السوق من تلك القمم، يتوقف دون اختراق، ومع ذلك، لم نشهد أيضًا رفضًا واضحًا أو كسرًا هبوطيًا مؤكّدًا.
بدلاً من ذلك، يواصل الزوج التماسك ضمن نطاق ضيق أسفل منطقة مقاومة فنية بارزة. وكان التصحيح الأكثر أهمية خلال هذه الفترة قد توقف عند مستوى VWAP المرتبط بالقاع التأرجحي لشهر أبريل، وهو المستوى الذي وفّر قاعدة دعم مستقرة لتحركات السعر خلال الأسابيع الماضية.
هذا النمط من التماسك "المرتفع والضيق" غالبًا ما يعكس قوة دفينة في السوق. فعندما يستقر السعر بالقرب من المقاومة بدلًا من التراجع عنها، فذلك إشارة إلى هيمنة المشترين واستمرار الضغط الشرائي. مثل هذا التماسك يُراكم الزخم والتوتر الفني، ما يُمهّد لانطلاقة قوية حال تم اختراق القمة بنجاح.

الرسم البياني اليومي للجنيه الإسترليني/الدولار
لقطة
الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية

بطبيعة الحال، لا يمكن اعتبار أي اختراق أمرًا محسومًا. إذ غالبًا ما تنتهي هذه الأنماط بحركات زائفة، حيث يخترق السعر المقاومة لفترة وجيزة قبل أن يتراجع سريعًا، خصوصًا عندما يندفع المتداولون نحو الشراء المبكر. ومع ذلك، فإن هذه التحركات الخاطئة عادة ما تكون سريعة التصحيح. أما في الوقت الراهن، فإن السوق لم يخترق بعد، لكنه يُظهر إشارات على الاستعداد لمحاولة جديدة.
وعند الانتقال إلى الرسم البياني اللحظي، نلاحظ تكوّن سلسلة من القيعان التأرجحية الأعلى، ما يعكس تحسنًا في الهيكل الفني قصير الأجل ويُشير إلى تصاعد الضغط الصعودي أسفل المقاومة، الأمر الذي يعزز من احتمالات إعادة اختبار القمة القريبة.

الرسم البياني للجنيه الإسترليني/الدولار
لقطة
الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية

على الصعيد الأوسع، يُضيف السياق الاقتصادي العالمي بُعدًا إضافيًا لهذا النموذج الفني. فقد خفضت وكالة "موديز" يوم الجمعة الماضي التصنيف الائتماني السيادي الأخير للولايات المتحدة من الدرجة AAA، مستشهدة بارتفاع مستويات الدين وعدم الاستقرار السياسي. وعلى الرغم من التذبذب المؤقت الذي أعقب الخبر، إلا أن الأسواق تعاملت معه بسرعة وهدوء. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التغير في منحنى العائد الأمريكي، حيث تجاوزت عوائد السندات لأجل 30 عامًا مستوى 5%، بينما بقيت عوائد العشر سنوات أعلى من 4.5%.
حتى اللحظة، يواصل الجنيه الإسترليني/الدولار حالة التماسك. لكن اجتماع عوامل الدعم الفني، وتشكّل قيعان صاعدة على المدى القصير، واستمرار التماسك تحت مستوى المقاومة، جميعها تشكل بيئة مثالية لاحتمال حدوث حركة قوية قادمة. نجاح هذا الاختراق أو فشله سيعتمد على تفاعل السوق عند قمم أكتوبر. وفي كل الأحوال، التماسك الحالي لن يدوم إلى الأبد، والتوتر الفني في تصاعد مستمر.

إخلاء المسؤولية: ان هذا المقال هو لأغراض تعليمية فقط. لا تشكل المعلومات المقدمة نصيحة استثمارية ولا تأخذ في الاعتبار الظروف المالية الفردية أو أهداف أي مستثمر. أي معلومات قد يتم تقديمها فيما يتعلق بالأداء السابق ليست مؤشرًا موثوقًا به للنتائج أو الأداء المستقبلي.

إن 71%–82.67% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر الأموال عند تداول العقود مقابل الفروقات مع كابيتال دوت كوم غروب. يجب أن تفكر مليّاً فيما إذا كنت تفهم آلية عمل العقود مقابل الفروقات وما إذا كان بإمكانك تحمل المخاطر العاليّة المتمثلة في خسارة أموالك.

إخلاء المسؤولية

لا يُقصد بالمعلومات والمنشورات أن تكون، أو تشكل، أي نصيحة مالية أو استثمارية أو تجارية أو أنواع أخرى من النصائح أو التوصيات المقدمة أو المعتمدة من TradingView. اقرأ المزيد في شروط الاستخدام.